~*~ Oman Sky * ســمــا عُـــمـان ~*~: التبغ قاتل بجميع صورة و أشكاله

هذا العام تحت شعار (التبغ قاتل بجميع صورة و أشكاله).
وأشارت أخر الإحصائيات التي أجريت في السلطنة إلى أن نسبة المدخنين من الشباب بلغت 16% من الجنسين ، نظرا لارتفاع نسبة المدخنات من الإناث إلى 2% ، وهي نسبة تعتبر مرتفعة نسبة إلى عدد سكان السلطنة ، مما يشير وبشكل واضح إلى تفاقم خطورة هذه المشكلة التي ينبغي على المجتمع بكل فئاته الوقوف أمامها و العمل على الحد منها ويبرز الحاجة الماسة إلى مزيد من برامج التوعية بأخطار التدخين.))

هذا المقطع أخذته من جريدة الوطن بتاريخ 1/6/2006

كنت مصدومة جدا أن اعرف أن النساء في بلدنا بدأن ينحدرن إلى هذا السلوك الغير حضاري ، اعتقد أن كل مدخن و مدخنة أدرى من غيرهم بما يحمله التدخين و الدخان من سموم و قاذورات يعبأ بها رئتيه و يسمم بها جسمه ، يدري أن جسمه أمانة و علية المحافظة علية و على صحته ، يدري أن التدخين ما هو إلا الموت البطيء الذي بكل غباء و سذاجة يقبل عليها كثيرون و يدفعون مالهم لأجله ، بل هو إجرام و إتلاف غير مشروع بحق الروح و الجسد و المال و الأهل و الآخرين!!
الكثير انقاد لهذا السم و لغيرة بواسطة: أصدقاء السوء- تقليد المشاهير- رؤية الكبار المدخنين و تقليدهم و الكثير من الأسباب، لكن اللي يقع صعب علية ينهض بسهولة إلا إذا كان عنده إرادة و راغب بصدق أن يتخلص من المسدس المسموم الذي في فمه!!!
أتذكر قصة رائعة موجودة بكتاب أملكة لكني لم أجد الكتاب و لا ادري بأي درج احتفظ به و ربما كان تحت أكوام الكتب و المجلات بالمخزن ، المهم أتذكر من القصة مضمونها و لا أتذكر الشخصيات بأسمائها.
هي قصة تحكي أن أديب سأله الناس عن سبب إقلاعه عن التدخين ، فقال سببه طبيب تقابلت معه في حفلة ، وكنت بالحفلة أدافع عن التدخين و انه ملهم لي و يساعدني على الكتابة ، فأتى الطبيب و قال للتدخين فوائد كثيرة ، الكل تعجب كيف طبيب يمتدح التدخين ويقول له فوائد وأنا تحمست أن وجدت نصير لي و فوق هذا طبيب.
قال الطبيب: أهم فوائد التدخين انه لا يذوق صاحبة الشيخوخة ، انه يبعد الهوام و الحشرات ، أن اللصوص لا يقربون البيت.
الكل تعجب وانتظروا منه التفسير فقال:
أما انه لا يذوق صاحبة الشيخوخة فهذا لان المدخنون عادة ما يموتون في سن الشباب أو قبل الوصول إلى سن ما بعد الشباب ، فلا يصل أغلبهم إلى الشيخوخة!
و انه يبعد الهوام و الحشرات لان ما به من مواد سامة قاتلة تقتل هذه الهوام والحشرات فلا تجد هوام و حشرات في بيت المدخنين!
وأما اللصوص فبسبب قوة و شدة الكحة التي يعاني منها المدخن ليل نهار لا يستطيعون الاقتراب من بيته!
فما كان من الأديب إلا أن خلع السيجارة من حياته نهائياً.
وعلى فكرة وجدت بأحد المجلات مشاهير من العرب اعترفوا أنهم كانوا مدمنين تدخين إلا أنهم اقلعوا بعد أن ذاقوا مرارتها و ما جلبته لهم من أمراض و أسقام منهم:
محمود ياسين – سميحة أيوب- أسامة أنور عكاشة- ميلاد حنا- محمد العيسى – عبد الهادي حسين-على المفيدي- جاسم النبهان- محمد جابر العيدروسي- عبدالحسن عبدالرضا- ...وكثيرون.
القاسم المشترك بين كثير منهم أنهم اقلعوا عن التدخين بعد أن هدتهم و جلبت لهم أمراض لا حصر لها ، و أغلبهم صرف عشرات السنين يراكم في جسمه من هذه المواد القاتلة.
أتذكر جزء من لقاء مع الرائعة ماجدة الرومي قبل سنوات طويلة قالت فيه أمر مهم و أنا اعتبره مثال لكل بيت فيه مدخن ، قالت و أيامها كانت لا تزال متزوجة لذلك الجاحد القبيح: أن زوجها مدخن شره و كان يستخدم نوع معين من الدخان هو و العائلة و البنات متعودين علية ، حتى جاء صديق نصحه أن يجرب نوع أخف وما فيه نكوتين ، لكنه لما غير الدخان صاروا كلهم يكحوا هي و بناتها لانهم مش متعودين علية وتعودوا على دخان السيجار القديم فقالوا له ارجع للسيجار القديم و ما يهم اخف أو مش اخف ، المهم إنهم متعودين علية.
هل لاحظتهم كيف انه لم يفكر بالعائلة و بالأطفال ... أصبحوا مدخنين معه...المدخن السلبي هو الأكثر ضررا من المدخن العادي.

الحمد لله أن لا مدخنين في عائلتي ، على الأقل ضمن حدود البيت ، كان والدي مدخن قبل سنوات عديدة ، تعب و مرض فترك السيجارة ، رجع فترة و لكن على فترات متباعدة إلى أن تمكن من لفظها نهائيا و مقتها للأبد.
هو لا يعرف أننا تأثرنا به جدا وهو مدخن.
هل تصدقون أني كنت أعشق رائحة دخان السجائر في بيتنا كأنه بخور !
وأتوقع لو أن أبي لم يتوقف لكنت تبعته حتى و لو بالسر!
اعرف انه كان يرفض الأمر في قراره نفسه ، لكنه لم يفكر و غيره من الكبار أنهم يشكلون نموذج و قدرة لنا ، ما يفعلوه معناه جيد و نحن نتبعهم فيه ، وهم كانوا يناقضون أنفسهم برفضهم أمر هم يفعلونه علناً!